تقديم
لمحة تاريخية:
بحكم موقعها من الخارطة الوطنية (الجنوب الشرقي) تتميز ولايـة الوادي بوجود إقليمين مختلفيـن و همـا:
- إقليم وادي سـوف: المتـواجـد على طـول العـرق الشـرقي الكبيـر مـن الصحـراء المنخفضـة عنـد نقطـة التقـاء الطريقيـن الوطنيين رقـم 16 و رقـم 48 اللـذان يربطان على الترتيب عنابة بورقلة مرورا بتبسة وبسكرة والجمهورية التونسية.
- إقليم وادي ريـغ: يوجـد في الجهـة الغـربية على خط بسكره – تقرت و الـذي يمـر علـى دائـرتـي المغيـر و جـامعــه.
أصل سكان ولاية الوادي:
– منطقة سوف: لقد ذكر إبن خلـدون دون تدقيـق، أن أصل القبائـل التي تسكـن هذه المنطقـة مـن قبائـل الزناته ، ووجـود الآثار الرومانية في بعض القرى من المنطقة تدل على مرور الرومان و الفنـيقيين في هـذه الربوع مثل العقلة بدائرة الرباح ، ولم تعرف التطـور إلا عنـد وصـول المسلميـن تحـت قيادة حسـان بن نعمان حيث برزت قبيلتيـن هما : الطرود و العدوانيين الذيـن سيطـروا علـى الجهـة إلـى غايـة مجـيء الفرنسييـن سنة 1872، ومـن ثـم بـدأت الحركـات التحررية ضد المستعـر بحيث ظهر الشيخ المقراني وعبد العزيـز ابن حداد ثم تبعتـه مقاومـة بوشوشه ، و لقد تواصلت هذه الانتفـاضـات إلى غـاية 1917 أين أعلن الهاشمـي بن إبـراهيـم شيـخ الـزاويـة القـادريـة الحرب ضد المستعمـر .
– منطقــة وادي ريغ: سكان هذه المنطقة الملقبـون باسم بنوا ريغة الذين لم يعرفوا وجـود الرومان بها ولكن عند قدوم قبائـل الزيانيين – أجبـروا قبائل المنطقة على الهروب للجبـال المجـاورة أو الهجـرة إلـى بسكره و ورقله واتخذوا من مدينة تقرت عاصمة لهـم، وحكم سكان وادي ريغ بن يوسـف بن عبد الله و بـن ابراهيـم بن ريغة خاصة في تماسين و ذكر المـؤرخ بن خلدون في مقدمتـه قصور ورتلانـه – تقديـدين – تمرنـه و تندلــه، و أثناء وصـول المسلمين تحـت قيادة حسن بن نعمان أعطي المنطقـة إشعـاع خاص، وابتداء من الاحتلال الفرنسي لهذه المنطقة سنة 1854 وقعت انتفاضات و تواصلت إلى تاريـخ الاستقـلال.
ملاحم حرب التحرير: مشاركة المنطقة في الحركات الوطنية انطلقت من الأربعينات مع ظهور حركة العلماء المسلمين وحزب الشعب الجزائري قبـل اندلاع ثورة التحرير الوطنية في أول نوفمبـر 1954 و قد شارك الشيوخ منهم بن مبروك أداموا، فـقيه و عبيدي بصفة فعالة في تحضير الثورة التحريرية من جهة و من جهة أخري يجب الإشارة إلى أن المنطقة قد لعبت دورا لوجستيكيا في تزويد الثورة بالأسلحة في اتجاهات مختلفة من الوطن مما ساعد على اندلاعهـا و تواصل هذا الدعم في تسليح جيش التحريـر في كـل مراحـل الثورة – و عرف نقل هذه الأسلحة عدة كمائن و معارك ضاريـة وعنيفة مع قوات المستعمر مثل معركة(الدبيديبي – هود شيـكه – بئـر الرومان – سيدي خلـيل … الخ). و تضم ولاية الوادي عدد كبير من القادة و الشهداء و المجاهدين مشهود لهم عبر تاريخ الجزائر الحافل بالمفاخر والبطولات.
معلومات عامـة حول الولايــة
تتربع ولاية الوادي على مساحة تقدر بحوالي 44586,80 كلم2 (أي بنسبة %1,87 من مساحة التراب الوطني)، أمّا حـدودها كالاتي :
– ولاية تـبـسة من الشمال الشرقي
– ولاية خنـشـلـة من الشمال
– ولاية بسكرة من الشمال الغربي
– ولاية الجـلـفـة من الغرب
– ولاية ورقـلة من الجنوب والغرب
– الجمهورية التونسية من الشـرق (حدود برية على مسافة 260 كلم)
التضاريس: تنقسـم تضاريس ولاية الوادي إلى ثلاثة مناطـق هي كالتالي:
1. منطقة سوف: منطقة رملية وتغطي كامل إقليم سوف من الناحية الشرقية والجنوبية.
2. العرق: منطقة رملية تتمثل في الكثبان الرملية التي تحتل 3/4 من مساحة سوف وتتواجد على خــط مرتفع شــرق غرب (80 م إلى 120 م) والمعروف باسم العرق الشرقي الكبير.
3. منطقة وادي ريغ: نوع من الهضاب الحجرية التي تمتد مع الطريق الوطني رقم 03 من غرب الولاية إلى جنوبها التي تضم دائرتي جامعة والمغير.وتعتبر منطقة وادي ريغ أراضي فسيحة وشاسعة وتمتد حتى حدود ولاية ورقلة .كما تتواجد بها بعض الأودية.
4. منطقة المنخفضات: وتسمى منطقة الشطوط في الناحية الشمالية من الولاية و تمتد نحو الشرق بانخفاض متتابع ومتغير بين
(- 10 م و -40 م) و من بين الشطوط المعروفة شط ملغيغ و مروان بالقرب من الطريق الوطني رقـم 48 ببلديتـي الحمرايـة و سطيل.
الشــريط الحـدودي:
يتكـون مـن دائــرة الطـالب العـربـي التي تضم ثلاثـة بلـديــات: ( الطالب العربي، دوار الماء، بـن قشـه) وتقــدر مساحتهـا بـ: 21569,60 كلـم2 (48% مــن تـــراب الـولايــــة) و يقطنهــــا حسب تقدير السكان المقيمين من الأسر العادية و الجماعية نهاية سنة 2014 بحوالـــي 23490 ساكــن أي بمعدل 1,09 نسمــه فـــي الكلم2 الواحــد.
المنــــاخ :
تعـرف ولاية الوادي بمناخهـا الصحـراوي الجاAف الذي يتميز بشتائه البارد، وصيفه الحار، ومتغير في درجة حرارته في فصل الصيف, سقوط الأمطار ضعيف جدا , حيث بلغ مجموع التساقط خلال سنة 2014 حوالي 25 ملم .
اما درجات الحرارة عموما فهي مرتفعة جدا في فصل الصيف حيث تصل أحيانا إلى 40 درجة حرارية في منطقة سوف وتنخفض في فصل الشتاء الى أقل من 5 درجات حرارية بمنطقة المغير.
النشاطات الأساسية:
زراعة النخيل حيث يقدر إنتاجهــا بـ 2.312.000 قنطار من مـخـتـلف الأنـواع علـــى مساحة قـدرها 3.464.400 هكتار.
زراعة البطاطا يقدرإنتاجهــا بـ 10.890.000 قنطارعلـــى مساحة 33.000 هكتار أي بمردود قدره 330 قنطار/هكتار.
زراعة التبغ والتي يقدرإنتاجها بـ 33.000 قنطار على مساحـة تقــدر بـ : 1.435 هكتار أي بمردود قدره 23 قنطار/هكتار.
تربيـة المواشي تقـدر بـ: 1.136.000 رأس بمختلف أنـواعها.
التجارة، السياحة و الصناعـات التقـليـدية تشكل النشاطـات الأساسية للولاية و ذلك من خلال مميزاتها الجغرافية (منطقة حدودية و صحراوية)